بل.. وحتى الديانات أيضا!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
قبل أكثر من عام، كتب الدكتور «فؤاد زكريا» - وهو من أصحاب الفكر المتميز والعقول «الديتولية» التي يعتبر وجودها في مجتمع ما خطراً على «جراثيم» الفكر الاجتماعي والمغلفة بأكثر من لبوس – موضوعا خاصا يتعلق بذكرى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكيف ان الشعب قد نزح الى عبادة الفرد وركن الى السكينة والضعف بعد وفاة قائده، مدعما رأيه هذا بوفاة الزعيم الفيتنامي «هوشي – منه» وكيف استمر نضال شعبه حتى تم له.. «تحرير كامل التراب الفيتنامي دون المرور والمطالبة بمؤتمر دولي يقر حقوقه المشروعة»، وهذه الاضافة الاخيرة من بنات افكاري لا من قلم الدكتور زكريا!
في هذه الايام العصيبة التي يشهدها الشعب العربي – وهو يعاني من تخمة في القيادات السياسية و«ازمة» في الزعامات النضالية – نشعر بضرورة طرح تساؤلات ربما غاب عن ذهن صديقنا الدكتور زكريا، ويكاد يقض مضاجعنا بشدة وهو.. لماذا تموت الحركات النضالية بموت اصحابها؟ وما الطريقة التي تجعل عظام الافذاذ من الساسة تتحول الى رماح لا تسقط من ايدي شعوبها؟!
نحن مع الدكتور «زكريا» فيما طرحه حول فيتنام، ولكننا نتحدث عن شيء اشبه بالقاعدة دون ان نلتفت الى الاستثناء، وحتى نفهم جيدا ما نحن بصدده، لنحاول – وباختصار شديد – ان نقف عند القائمة التالية.. لعل وعسى!.
«يوغوسلافيا – تيتو»: سنتعب كثيرا لنجد لها موقعا – الآن – على الخارطة السياسية الدولية!
«الهند – جواهر لال نهرو» زعامة فذة ودور ريادي، كيف كانت وأين اصبحت؟
«اندونيسيا – سوكارنو»: من نضال متميز يشع في منطقة جنوب شرقي آسيا مسبغا حرارته على شعوب حركة عدم الانحياز الى.. مجموعة جزر لا يشغلها الا بث الاذان في التلفزيون من عدمه!.
«الصين – ماو»: من عملية «حرق للمراحل» الى عملية «حرق للاسس» ومن عدو لـ«النمور الورقية» الى شبه حليف لها!
واخيرا.. «مصر – عبدالناصر»: كعبة الاحرار في الوطن العربي وشعوب القارة الافريقية، و«النضال من اجل الحرية» الذي تحول الى «اعمال عنف»!
اذن.. نشعر وكأن الدكتور زكريا قد خص الشعب العربي بصفة تكاد تكون هي القاعدة ولجأ الى استثناء نتمنى ان نحذو طريقه، ولكن يبقى التساؤل مطروحا: «لماذا تموت الحركات النضالية بموت أصحابها»؟!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1988/2/3)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=218781&WriterId=26
.. «كل في فلك يسبحون»..
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
.. «كل في فلك يسبحون»..
نشرت الصحف المحلية قبل أيام خبرا من السعودية حول صدور قرارات بالعفو عن السجناء الذين قضوا نصف مدتهم اذا قاموا بحفظ القرآن الكريم، وذلك في بادرة جديدة تسمح لهم بتكملة مشوار حياتهم من جديد.
الفكرة جيدة وتستحق الاهتمام، ونتمنى تجربتها هنا في الكويت وتوسيع قاعدتها، كأن نشترط على اصحاب الوظائف القيادية كوكلاء الوزارات - مثلا – ان يقوموا بحفظ القرآن كاملا قبل ان يتبوأ احدهم هذا المنصب، فان عجزوا – وهذا ما نتوقعه – يحالوا الى التقاعد أو يتم نصحهم بتقديم استقالاتهم وافساح المجال لحفظة القرآن الذي يهذب النفوس ويلمع الضمائر وينقي القلوب. ايضا يمكن تطبيق الفكرة على الشعب، فتقوم مثلا – وزارة الاسكان – بتسليم البيت الحكومي الى كل مواطن قضى «نصف المدة» في انتظار منزله، والتي هي اصلا حوالي ثماني سنوات من اجل تسهيل تكملة مشوار حياتهم من جديد، إذا قام بالعمل ذاته، حينئذ، تتحسن نفسيته، وسلوكياته فلا يجأر بالشكوى للصحف وصناديق المظالم.
نحن شخصيا نحفظ نصف القرآن – ولله الحمد نتيجة للدراسة الدينية المكثفة التي اسعدنا الحظ بتلقيها وتلك ميزة جعلتنا نمتص الاساءات ممن يلقيهم القدر في طريقنا، حيث نردد هذا الدعاء.. «اللهم اطل أعمارهم ان كان بهم صلاح، وإلا.. فخذهم الى حيث القت أم قشعم».
اننا ندعو الجميع الى حفظ كامل القرآن الكريم – أو نصفه – فحين تفعل ذلك وتسقط سيارتك في حفرة فادع الله ان ينير الطريق امام وزير الاشغال ليراها ويصلحها، وان شاهدت اعمدة النور مطفأة في الشارع، فادع الله ان يقود وزير الكهرباء اليها ليأمر بإصلاحها، ان عاد اليك ولدك راسبا في صفه، فلا تدع على وزير التربية بالسوء، بل ادع لولدك بالنجاح، اياك ان تدعو على أحد بغير الصلاح، مثنى وثلاث ورباع، ولان الله هو الخير، فلا يستجيب الا للخير، واياك ان تكون لحوحا كثير الشكوى، اما ان شعرت بحاجتك الشديدة للدعاء على احد فقل.. «الى حيث القت» وتصمت. لان من تلوثه لسانه ضعف ايمانه، ومن ضعف ايمانه اضاع قلبه، ولان قلب المؤمن دليله، فمن اضاعه ضل طريقه، لا اضل الله طريقا لاحد.
الحياة الدنيا «سجن كبير» والاخيار يموتون مبكرا لان الله يختارهم الى جواره، اما الاشرار فهم يعمرون كثيرا، كن صالحا حتى تخرج منها.. بنصف المدة!
تاريخ نشر المقال (1988/2/1)
فؤاد الهاشم
«من كتف إلى كتف»
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
لو لم أكن موجوداً في الكويت قبل اسبوع، ولم أعاصر انباء التشكيل الوزاري الجديد، لاعتقدت – وأنا اتسلم بطاقة الدعوة لحفل الغداء الذي اقيم امس على شرف وزير الاعلام الجديد – بأن خطأ مطبعيا قد وقع في مسمى الوزارة بين «بوصباح» وزير الاعلام «السابق».. و«بوصباح» وزير الشؤون «السابق» لان الحقائب الوزارية في الكويت قد جُبلت على الثبات في كل الحكومات التي تعاقبت منذ الاستقلال ولو كنت مذيعا لنشرة اخبار في الاذاعة او التلفزيون فربما احتاج الى فترة زمنية حتى استوعب المسميات الجديدة لكل وزير دون ان اقع في خطأ، وإن كنت ارى ان هذا التغيير اشبه بنقلة البندقية من «كتف الى كتف».
الحقيقة اننا لا نغبط وزير الشؤون «الجديد» - وزير الاعلام السابق – على منصبه الحالي، وان كنا نرى انه قد ارتاح من «نجرتنا» ومشاكلنا الاعلامية التي لها اول وليس لها آخر، خاصة مسألة «خلونا نكتب على كيفنا» ولاننا نعلم ايضا حجم مسؤوليات الوزارة الجديدة التي تعتبر اكثر الجهات الحكومية علاقة مع الجمهور. اضافة الى ذلك هناك جمعيات النفع العام والنوادي الرياضية والمساعدات والمعاشات، وقائمة اخرى طويلة بحاجة الى جهد مضاعف.
ايضا، لا نغبط وزير الاعلام «الجديد» وزير الشؤون «السابق» على منصبه الحالي للاسباب الاعلامية السابق ذكرها، كما ان اسئلتنا في الديوانية الاسبوعية – أو يوم المواطن – ليس لها نهاية، ففي كل مرة هناك مستجدات وقضايا تفرض نفسها – في العالم السريع والمتغير – تجعلنا «نتصيد» الاجابات من فم وزير الاعلام، فان كان سخيا في تصريحه أراحنا من التفكير، وإن لم يكن كذلك اجهدنا انفسنا في التحليل والتفسير وربط الاحداث بعضها ببعض لنجد لها حلا، وكل ذلك في مشوار تعرف متى يبدأ ولكنك لا تعرف متى ينتهي.
تبقى لدينا في الصحف مشكلة «فنية بحتة» وهي تتعلق بصور الوزراء ومسمياتهم، فعندما نطلب من مسؤول ارشيف الصور صورة وزير الدفاع فهو يرسل لنا – فورا – صورة الشيخ سالم الصباح، كذلك الحال بالنسبة لصور وزراء الداخلية والاعلام والشؤون. لهذا السبب، ارجو ان يتدارك رؤساء الاقسام المحلية في صحفنا هذا الامر، ويقوموا بتغيير الحقائب الوزارية خلف الصور حتى لا تكثر مربعات التنويه والاعتذار.
< ملحوظة: يبدو أني قد نسيت نفسي – وانا اوجه النصائح للزملاء – فقد وقعت في الخطأ ذاته اكثر من مرة وانا اكتب هذه الكلمات مما جعلني اشطب اكثر من سطر في هذه الزاوية وهي حالة اصابتني ارجو الا تدوم!.
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1988/1/31)
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=218160&YearQuarter=20123
ومازال الراديو.. مفتوحاً!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
ومازال الراديو.. مفتوحاً!
عقب سقوط الضفة الغربية بعد نكسة 1967 وخلال قوافل المهاجرين التي غادرت الى الضفة الشرقية لنهر الاردن، سخر مواطن فلسطيني من ضابط إسرائيلي يقف على الجسر المحطم الذي يربط بين الضفتين، عندما منعه من اصطحاب عفش منزله القديم الى حيث الهجرة الثانية قائلا: «…» «شو احتليتوها مفروشة!».
في عام 1948، غادرت حيفا عائلة فلسطينية مكونة من عجوز وزوجها وأولادها – وتلك حدوته يعرفها كل فلسطيني – باتجاه الحدود اللبنانية، في منتصف الطريق قالت العجوز لرفيق دربها: «ولو يا بوأحمد، طلعنا والراديو شغال، لكن الرجل طمأنها بأن الامر لن يتعدى ليلة أو بضع ليلة وان الجيوش العربية السبعة ستفعل المستحيل من اجل عودة المهجرين لاغلاق راديوهاتهم المفتوحة!».
خدم الحظ العجوز «أبوأحمد» وهو في طريقه الى مثواه الثاني – فلم يسمع بدبلوماسية «ماكو أوامر» وبأن شمس العروبة قد غابت عن هذا الجزء من الوطن العربي الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا! استقر في مخيم عين الحلوة لأربعة عقود وتكفل بإغلاق «راديو أم أحمد» واسكاته عصابات «شتيرن» و«الارغون» و«الهاغاناه» لتطوى بذلك صفحة اخرى من صفحات التاريخ العربي الأسود!
ازدادت الإذاعات العربية شراسة وحدة وهي تنقل اخبار ثورة – وليس انتفاضة – الشعب العربي في فلسطين المحتلة، في الوقت الذي ازدادت فيه الطائرات القاذفة المقاتلة العربية سلاما ودعة وهي تربض في مطاراتها كالحمائم بعد ان حشيت بالدخان الملون – لا بالذخيرة – استعدادا للاستعراضات العسكرية التي تسبق معركة «المصير»!
آمنت العجوز أم أحمد «بأن مذياع منزلهم في حيفا قد توقف عن البث، لقد اخطأت – للمرة الثانية – فيما زال الراديو مفتوحا «يردد لحن النوح في غرة الفجر»!
تاريخ نشر المقال (1988/1/26)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=217909&YearQuarter=20123
بـ«العبري» الفصيح!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
سؤال محدد وجهته جريدة صهيونية في الارض المحتلة الى عدد من شخصيات العدو منها ابنة موشيه دايان عما يمكن ان تفعله لو كانت عربية؟
اجابت ابنة وزير الحرب الصهيوني الاسبق بقولها انها ستواصل مقاومة «سلطات الاحتلال» وتفعل مثلما يفعله الفلسطينيون الآن، لان ذلك واحد من حقوقها في «الدفاع عن النفس» ضد «الغزاة» ولم تقل بأن ذلك يعتبر من «اعمال العنف»!
على هذا النمط، سأحاول ان افكر بعقلية العدو الصهيوني وليحاول كل منا أن يسأل نفسه: ماذا لو كنت اسرائيليا وكيف اتصرف؟! «لو كنت اسرائيليا».. لاستمررت في ممارسة عمليات القمع تلك ضد عرب الداخل عن طريق المزيد من قنابل الغاز، والرصاص المطاطي وسياسية «العض وكسر الاذرع» ولقمت بحملة اعلامية في الخارج وبما املكه من نفوذ لعرض الافلام التسجيلية التي تبين ما تعرض له الفلسطينيون – في مخيماتهم على ايدي بعض «اشقائهم العرب» واحاول التركيز على منظر الدبابات والمجنزرات وهي تهرس اللحم الفلسطيني حيا سواء كان رجلا أم امرأة أم طفلا، لابين مدى حضارة «بلدي اسرائيل» وكيف انها لم تصل – بعد – الى هذه المرحلة في قمع من يحاول ان يقول «لا»! «لو كنت اسرائيليا».. لسخرت من فكرة «انهاء الاحتلال والتخلي عن الضفة وقطاع غزة» لعلمي بأن احدا لن يستطيع ارغامي على ذلك، فأمريكا حليفتي ووجودي في المنطقة يخدم مصالحها قبل مصالحي، «اوروبا» اصدقائي وبعض الدول العربية «صديقاتي»، كما ان طائراتي قادرة على الوصول الى أي عاصمة عربية.. وتأديب «دعاة الارهاب» فيها، ودكها على رؤوس سكانها!
«لو كنت اسرائيليا».. لاعتبرت دعوات «ممارسة الضغوط الدولية والانصياع لقرارات مجلس الامن والرأي العام العالمي» نكتة لا امل سماعها، خاصة وان العالم بأسره فشل في ايجاد تلك «الضغوط» على ايران وهي التي تعادي الكرة الارضية بأسرها، فكيف استجيب لها انا «ربيب امريكا» و«دلوع» اوروبا و«حبيب» بعض «ابوعرب»؟!
الحمد لله الذي جعلني عربيا، ولو كنت اسرائيليا لاقنعت العرب بأن مشكلتهم في التشرذم والشقاق، وبان الحل الوحيد يكمن في وحدتهم، وهذه لن تأتي الا عن طريق الاحتلال من الفرات الى النيل!
تاريخ نشر المقال (1988/1/25)
فؤاد الهاشم
أصحاب العيش!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
لا توجد أي قيمة غذائية في المائدة الكويتية منذ بناء السور وحتى الانتهاء من بناء الواجهة البحرية، فهي تحتوي على الرز مع البطاطس جنبا الى جنب مع الخبز والمعجنات، وابتداء من «القبوط» الذي تتناوله المرأة في شهور الولادة الاولى وانتهاء بـ«عيوش» اواخر الليل في العزائم والديوانيات!
ساهمت الاخت «فاطمة حسين» بكتابها عن الاكلات الكويتية والذي لا يخلو منه منزل بأمراض الضغط والسكري والسمنة والقرحة و«الحارج»، وادى ذلك الى تحويل الرجل الكويتي لدبابة بشرية جنبا الى جنب مع شجرة جميز ضخمة هي زوجته!
لم ادخل مستشفى منذ اكثر من عشر سنوات، ولكني في ليلة لم يظهر فيها قمر، تجاوزت دقات القلب مؤشر داو جونز مما دفعني للاتصال بالدكتور «كميل الريس» الذي اجرى لي فحصا شاملا بمعية الدكتور «باسم السعيد» والدكتور التشيكوسلوفاكي «كرافاك»، فمن ناظور في المعدة الى فحص ضغط الدم، الى اخذ عينات منه، وحتى تعليق جهاز التسجيل الذي يزن حوالي اربعة كيلوغرامات في رقبتي طوال يوم كامل لتسجيل ضربات القلب المنهك، كانت اياما عصيبة رأيت خلالها التيجان وهي تزين رؤوس الاصحاء في كل مكان!
لم تعذبني الفحوصات بقدر ما عذبني «الريجيم»، فبسبب تراثنا في الاطعمة وعاداتنا في الطبخ ارتفعت نسبة الكوليسترول الى حد الخطر، وبدأت اكل تفاحة قبل الظهر وبرتقالة على العشاء، ولان علاقة المواطن الخليجي بـ«خيشة العيش» كالزواج الكاثوليكي، فقد تأكد لي تماما ان «اسرائيل» ليست بحاجة الى ادوات كهربائية واسلاك معدنية لانتزاع الاعترافات من فدائي خليجي – فيما لو اعتقلته لا قدر الله – بل يكفي ان تمنع عنه «البشاور».. لعدة ايام!
دخلت الى الجمعية التعاونية لشراء «جريت فروت» بعد ان دار الزمن دورته وبتنا صياما وما نحن برمضان فرأيت «خياش العيش» ممدة على الارفف بكل سحر ودلال، اين منها نعومة «شيشولينا» ورقة «جين فوندا» وطعم «كاترين دينوف»، لقد كانت - «خياش العيش» - كما قال المرحوم فريد الاطرش.. «قدام عينيه، وبعيد عليه»!
لابد من تقنين فكرة الامن الغذائي وتحويل المخزون الاستراتيجي من «اكياس البشاور» الى ادارة الدفاع المدني لاستخدامه كمتاريس تقينا شر الامراض، ونعتقد ان شعوب المنطقة لن تدافع عن اراضيها الا عندما تتعرض للضرب.. «ناقلات الرز» الباكستاني!
تاريخ نشر المقال (1988/1/23)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=217509&WriterId=26
«علة العرب».. الحقيقية!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها أكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. «الديموقراطية».. هي ان تقول ما تعتقد بأنه الصواب ثم.. تدخل الى المنزل وتأكل في المطبخ وتنام على.. السرير!!
.. «الديكتاتورية».. هي ان تقول ما تعتقد بأنه الصواب ثم.. تدخل الى السجن، وتأكل في العنبر.. وتنام على الاسفلت!!
يعاني «العالم العربي» من.. اسهال مزمن لادمانه على ابتلاع الديكتاتورية في صبيحة كل يوم، فالحاكم يبني السجون بدلا من المدارس، ويقيم المعتقلات بدلا من.. المستشفيات، يزرع الحقد بدلا من الحب ويحصد الكراهية بدلا من.. الوفاء!!
.. تخلف «العالم العربي» عن ركب الحضارة لان الحاكم يبطش بالمحكوم، يسمع انات الالم فيعتقد انها دعوات.. للانقلاب، يتهامس الناس في الشوارع فيراها مؤامرات تحاك ضده، تحولت اراضينا الى.. «مستعمرات» لان الحاكم يستخدم السياط بدلا من الديموقراطية، ويرش الملح فوق «الجروح الجديدة» بدلا من شراء المراهم.. للجروح القديمة!
.. المحكوم يتربص بالحاكم لان الحزن يتحول الى ألم، والألم يتحول الى كراهية، والكراهية تتحول الى صرخات غضب تنطلق من الافواه التي حرمت من نعمة.. الديموقراطية!!
.. «الديموقراطية».. تاج فوق رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى من.. الديكتاتورية!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1984/12/26)
«الدبلوماسي الكويتي».. الصامت!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. هناك فئة صامتة – في المجتمع الكويتي – كـ«الحبوب المهدئة» - تعمل في هدوء وصمت، فهي لا تشكو ولا تتذمر، تمارس دورها كاملا – بشكل يدعو الى العجب ويخالف تلك النظرية المحلية والمعمول بها داخل مجتمع «الاسرة الواحدة» - فواجباتها اكبر بكثير من «حقوقها»!!
.. لن نسرف في الحديث عن.. «الدبلوماسي الكويتي» - والذي يمثل تلك الفئة الصامتة و.. «الصامدة» - فعلى الرغم من كافة اشكال المعوقات – المعيشي منها والمهني – فهو يعمل كـ..« ترس في داخل آلة» لا نتذكر بأن علينا.. «تشحيمه» الا حين تقع «المصائب» فوق رأسه!!
.. بعدها.. اما نرسل باقات من الزهور الى المستشفيات أو نقوم بتوديعه «الوداع الاخير».. في.. الصليبيخات!!
.. عملهم الدبلوماسي هذا لم يجعلهم «يفقدون» فرصا عديدة متاحة لهم في الكويت فحسب.. بل فقد بعض شبابنا.. حياتهم من اجل الكويت، وليس بخاف على احد – ونستغفر الله على هذا القول – بأن.. «نجيب الرفاعي» و«مصطفى المرزوق» كان من الممكن ان يكونا احياء بيننا الآن لو انهما رغبا في الاثراء بدلا من خدمة.. الوطن!!
.. سمعنا بان وزارة الخارجية قد قامت مشكورة باعداد مشروع لتحسين اوضاع الدبلوماسيين هو الآن «حبيس» في ادراج «مجلس الامة» منذ مدة لان «الربع» - على ما يبدو - «مشغولين» بتجديد ولاية.. الكرسي!!
.. كلنا رجاء ان تتوقف «المزايدات» قليلا في فترة الانتخابات تلك – وينظر لمشروع وزارة الخارجية بـ«عين العطف» فـ«الدبلوماسي الكويتي».. يملك صوتا.. ايضا!!
تاريخ نشر المقال (1984/12/31)
فؤاد الهاشم
«اللعب».. في الوقت الضائع!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. يبدو واضحا – هذه الايام – ان «الاتجاهات الدينية» - قد تراجعت «خطوة الى الوراء» - بالنسبة الى افكارها المعلنة سابقا والتي لم تكن تقبل الجدل – فيما يمكن وصفه بأنه تطبيق حرفي لمبدأ .. «لا تكن يابسا.. فتكسر»!!
.. وبالتسلسل الزمني للعديد من الحوادث – والتي لن تسعفنا تلك المساحة على ذكرها، نرى ان «الجمعات الدينية» - قد ابتدأت – ومنذ فترة وجيزة نسبيا – بمحاولة البحث عن منافذ جديدة.
وبمراقبة ميدانية لـ«حكومات الدواوين» التي تبدو كصحف الاحزاب غير المعلنة.. يبدو واضحا ايضا بأن «بعض» نواب «الكتلة الدينية» لن تسعدهم تلك التغيرات التي طرأت على افكار «جماعات الدعم» وستكون النتيجة بأنهم اول المتضررين حيث ان المرحلة القادمة ستتطلب «نوابا جددا» يمثلون – ما يمكن تسميته .. بـ«الاسلامية المستنيرة» ولهذا يبدي نواب الاتجاهات الدينية «ليونة» في المواقف المعلنة.
.. يبقى السؤال الحائر الذي يتردد على ألسنة تلك «الاتجاهات» وهو «هل تقوم الحكومة بدعم القوى الوطنية في الانتخابات القادمة أو.. لا»؟!!
.. اننا نعتقد – بأن مجرد طرح هذا السؤال – يعني بأن «القيادات الدينية» قد ابتدأت اللعب في.. «الوقت الضايع»!!
تاريخ نشر المقال (1985/1/5)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=213272&YearQuarter=20123
«للبيت» رب يحميه!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. التزام الكويت الدائم بكل القرارات التي تصدر عن مؤتمرات القمة العربية يعتبر مثلا نتمنى ان تحذو حذوه باقي الشقيقات.. «اللواتي» يتنصلن منه قبل ان يجف حبره مما يؤكد حرص الكويت على عدم زيادة الشقاق في «البيت العربي» الذي يشبه جسد «خالد بن الوليد» فلم يعد يخلو من.. «ضربة عدو» أو «طعنة صديق»!!
.. ان «الكويت» - وهي تتحمل ثمن عروبتها راضية دون تذمر أو شكوى – تؤمن تماما بأن ما تفعله ليس منة أو صدقة ولكنه حق يمليه عليها الانتماء لهذا الوطن العربي الكبير.. ولكن..!!
.. في هذه الظروف العصيبة التي تكاد تعصف بـ«الاوبك» وما ادت اليه «حروب الضخ النفطي» من «تشبع» للعالم الصناعي مما جعله يبدو.. كـ«اسفنجة ضخمة سقطت في بحر من.. النفط»!!.. وبالنظر الى كل الدلائل التي تؤكد بأن عام 1985 سيغدو «عام الفيل» الجمهوري والحلول «الريغانية»!! و.. باعتبار ان «اولاد الكامب» يعضون عليه.. بـ«النواجذ»!!.. وحيث ان «البيت الابيض» يصلح لـ«اليوم الاسود».. فانه يصبح لزاما علينا ان نعيد النظر في ذلك «الدعم المالي»!!
.. علينا ان نعي جيدا بأن «تحرير» الشيكات لدعم «صمود» الذين اوهمونا بـ«تحرير» الارض سيجعلنا نبدو كمن.. «اشترى الترام» ولم يطلب – حتى – ايصالا!!
.. ندعم صمودهم؟.. ضد من؟!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1985/1/6)
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=213505&YearQuarter=20123
«الخطأ»
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها أكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. حتى هذه اللحظة.. لم تصدر أي ردود فعل من قبل أي حزب ديني يعمل في الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج حول تورط النظام «الاسلامي» في القارة الافريقية في عملية نقل يهود «الفلاش» الى الارض.. المحتلة!!
ان هذا الصمت المطبق ومحاولة الاختباء خلف الاصابع لم تعد طريقة مجدية في عالم رهيب يتعرض فيه الاسلام الى ابشع صنوف التشويه و«التمثيل» ويقف فيه كل من يرفع راية الاسلام بانتظار.. «الطير الابابيل»!!
.. لقد ابتدأت «شجرة» الاحزاب الدينية تلقي بأوراقها في خريف عمرها، فمن دعمها لجبهة «تحرير مورو» في الفلبين – التي انتهت بتراكض قادتها الى السقوط في احضان القيادة السياسية وذهاب الجهاد الى غير رجعة – ومرورا بدعم الديموقراطية «الذبيحة» في جمهورية «الخان الاعظم».. وانتهاء بتلك «النوبة» المحمومة للدفاع عن.. «خيمة أمير المؤمنين» التي لم تكن تخفي تحت سوى نوايا.. «ابرهة» وجشع.. «ابورغال»!!
.. تساقطت كافة «الاوراق» ولم تبق الا «ورقة توت» واحدة «تكافي تخفي» وتستر ما بقي من فكر «الاحزاب الدينية» التي لا تريد الاقتناع بان «المسجد الاقصى» هو الذي «باركنا حوله» وليس.. «وادي بانشجير» وبان ما كانت تفعله لم يكن سوى «اطلاق رصاصة» تجاه هدف.. خاطئ!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1985/1/7)
«يا لطيف.. شوهالاعلان»!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا «الهاشم» من لهاث الكتابة اليومية.
.. وجهنا مرة سؤالا الى شخصية كويتية عن عدم مشاركته في الكتابة عن كل ما يدور في الساحة المحلية أو.. العربية فأجاب:
.. «فعلتها ذات يوم، وفي اليوم التالي وجدت ان مقالنا قد طار وحل محله.. اعلان عن سيارات وانيت – فورويل درايف – وبدون دفعة اولى.. ايضا!!
.. حين اخبرنا زميلنا «عبداللطيف الاشمر» بعدم وجود مساحة كافية على الصفحة الاخيرة بسبب «الاعلان».. صرخنا صرخة رجل واحد:
.. «يا لطيف.. شوهالاعلان»!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1985/1/8)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=214941&YearQuarter=20123
الحق على.. «عبدالحق»!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
.. اشتكى احد قادة المقاومة الافغانية من.. «قلة الدعم المقدم لحركته من الحكومة الامريكية»!! واضاف «عبدالحق» قائلا.. «لقد ساعدنا امريكا بتقديم نماذج من الاسلحة السوفييتية لها ولكننا لم نتلق أي مساعدة مقابل.. ذلك»!!
.. نحن نعتقد بأن «الحق» على.. «عبدالحق» لانه «آمن» بدور امريكا في «الحل» - وهو الخطأ ذاته الذي وقع فيه «بعض العرب» - وذهب الى واشنطن طالبا الدعم!!
.. من ناحية اخرى.. لا يبدو ان «المجاهد» بحاجة ماسة الى المعونة طالما كانت «الافاعي والعقارب» - التي تقرص السوفييت وحدهم – خير معين وخير سند له في تلك الحرب، وان كنا نتمنى ان تسقط احدى هذه «الكرامات» على العاصمة موسكو فتدمرها تدميرا شاملا فنرتاح وتعود الاراضي العربية المحتلة بعد تدمير «اسرائيل» - التي يدعمها «السوفييت» من الزبدة الى الطائرة – وتتحقق رغبة الرئيس الامريكي التي عبر عنها من خلال.. «مزحة»!!
.. يبدو ان هذا الحلم لن يصبح حقيقة فالكرامات تؤمن بمواثيق الامم المتحدة لانها تلتزم.. «الحدود الدولية» ولا تتجاوزها!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1985/1/9)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=215472&WriterId=26
روائع القصص.. الانتخابية!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
روائع القصص.. الانتخابية!!
.. منذ ان انتهت حلقات.. «سلمى الدمنهوري» و.. حكاية «ارجوكي.. ما تفهمنيش غلط» و.. «حسين عبدالله» و.. «احمد عبدالله» و.. «حسن علي» و.. «علي حسن».. الخ.. الخ، ثم «شريف» - «اللي طلع حرامي وعايز يسرق فلوس جيلان السلحدار».. ونحن نعاني من هذا.. «الانحدار» في فن كتابة المسلسلات التلفزيونية التي لا تريد ان تقول شيئا بقدر ما هي راغبة في «شل» عقل هذا «الجمهور المخدر» اكثر من.. افادته!!
قضية محددة ومطروحة للنقاش – لم تجد لها حلا – بالنسبة الى «المنهجية الاعلامية» تقول:
.. «هل يقوم الكاتب بالانحدار الى مستوى الرجل العادي لافهامه ام يصعد هذا الاخير الى الكاتب.. لاستيعابه»؟!
.. لسنا بصدد طرح تصورات محددة حول هذا المفهوم – الآن على الاقل – وكل ما نريد الاشارة اليه هو ان تلك المسلسلات «الهادفة» لا تمت الى أي مفهوم اعلامي بصلة!! الا اذا اعتبرنا «قزقزة اللب» هي النتيجة المرجوة من هذا الاعلام.. «المكسراتي»!!
.. من الممكن ان يتم عرض مجموعة من.. «روائع القصص».. الانتخابية من خلال جولات تلفزيونية – محددة الزمن – داخل الدواوين على شرط ألا يتم قطع «البوسة» بين المرشح.. والناخب!!
تاريخ نشر المقال (1985/1/11)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=215654&WriterId=26
«يصير.. خير»
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
.. وضع الانتخابات في الكويت – وفي هذه التركيبة الاجتماعية المعقدة – يشبه الى حد بعيد ذلك الخطأ الذي وقعت فيه احدى مذيعات التلفزيون.. وهي تعلن عن مباراة في كرة القدم.. حين قالت:
.. «نرجو ان تستمتعوا بالمباراة مع تمنياتنا للجميع.. بالفوز»!!
.. من المؤكد تماما بأن.. «الجميع لن يفوزوا» ولكن «مصيدة اللهجة الكويتية» ورموزها السرية هي التي تشجع المرشح على «السير حتى النهاية» ليصطدم بـ.. «نهاية المشروع»!!
.. الكويتيون يستخدمون رموزا كالشيفرة، فاذا قال ناخب لمرشح: «يصير خير.. انشالله» فهذا يعني ان الثاني «.. لن يرى الخير مطلقا»، واذا كانت الجملة.. «ولا يهمك يا بوفلان» فهذا يعني – في بعض الاحيان - «مالنا خلقك يا بوفلان»!!
.. صديق «مرشح» يقول بانه.. «اسعد مواطن في دول العالم الثالث» - قياسا على عدد الرواد في الديوانية – ولكن.. مع بعض «التحفظ»!!
.. حين استفسرنا عن هذا.. «التحفظ» واسبابه اخذ يتلفت يمينا ويسارا ثم.. همس:
.. «اتمنى ان اضع جهازا – امام باب الديوانية – يكشف بالاشعة عن.. النوايا»!!
.. السبب؟! لان جميعهم يقولون.. «يصير خير.. انشالله»!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1985/1/12)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=215830&WriterId=26
ديموقراطية.. «الحارج»!!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
.. جدول «الرياييل» - هذه الايام - «محصور» بزيارة المقار الانتخابية والدواوين في مناطق متفرقة وفقا للجدول المنشور في «الوطن» وبناء عليه فان «اللف» واجب على كل مواطن كويتي.. «فئة اولى»!!
.. استكانات «الشاي والقهوة والحليب والدارسين» تدور على الجمهور «المحصور» - في داخل المقر الانتخابي - اما اذا «مليت من السوائل» فما عليك سوى التوجه الى مقر آخر حيث.. «البيتزا والعرايس»!! وحين تنتهي منها لابد من.. «التحلية» في مقر ثالث لتمارس ديموقراطية «البلعة» من.. «الكريم كراميل والدرابيل» الى.. «الحلوى العمانية» و.. «جبدة الفرس» - التي كنت اعتقد بانها انقرضت منذ.. «20 عاما»!!
.. المقار الانتخابية تحولت الى.. «منيو» - او قائمة طعام تحوي ايضا.. «الافكار» و«الاتجاهات» بكافة اطروحاتها حيث يمكنك ملاحظة ذلك عن طريق «تذوق الرأي» لتعلم هل هو.. «نيّئ» ام «نصف شواء» ام.. «مستوي على الآخر»!!
.. على اي حال.. «الكلى» تعمل بأقصى طاقتها وكذلك «الامعاء» وما نرجوه ان يعمل العقل جيدا حتى يصل الى المجلس القادم جميع عناصر «الحركة الوطنية» والا.. فسنردد معا قول «المتنبي»:
«حكايتي مع حبي حأقولها في.. كلمتين»!
«ظلمته مرة واحدة وظلمني.. مرتين»!!
تاريخ نشر المقال (1985/1/15)
فؤاد الهاشم
التراجيديا!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
التراجيديا!
.. تابعت كل ما كتبه الأخ «صالح شهاب» حول قصة التعليم في الكويت «أيام زمان» وكيف استطاع هذا الرعيل أن يقود الكويت إلى بر الأمان على الرغم من محدودية فرص التعليم المتاحة، كما استغرب - أحياناً - سعة أفقهم وإدراكهم للأمور بشكل يدعو إلى .. الدهشة!!
.. دار شريط ما قرأته عن هؤلاء الرجال وأنا أستمع إلى.. «شريط كاسيت» يحتوي على برنامج انتخابي لأحد المرشحين - والذي يملك الحق في طرح وجهة نظره بالصورة التي يراها - نختلف معه بالتأكيد في بعض الأمور ولكن.. ليس هذا هو موضوعنا الآن!!
.. «المرشح» - في حديثه خلال الكاسيت - يكشف عن ثغرة كبيرة في جدار التعليم وأسلوبه الحديث حين يقول - وبحسن نية - إن.. «فراش من أهل خبز الرقاق» استطاع ان يسيطر على عقول مجموعة كبيرة من الشباب الكويتي المتعلم - او هكذا يفترض - ويقودهم «فكرياً» لأكثر من.. عشر سنوات!! فإذا علمنا أن هذا هو «عقل القائد» فكيف يكون عقل الذين.. انقادوا خلفه؟!
.. «ماكس فيبر» عالم الاجتماع الألماني الذي حاول ان يربط بين نشوء الرأسمالية الحديثة وانتشار قيم المذهب البروتستانتي في أوروبا.. فشل في حين نجح «الفراش» في ذلك ناسفاً مجمل أدبيات الاقتصاد الكلاسيكي على يد «آدم سميث» و.. «ريكاردو»!!
.. إنها تراجيديا.. أليس كذلك؟!!
تاريخ نشر المقال (1985/1/14)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=216166&WriterId=26
.. {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
.. {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
قبل اكثر من عشر سنوات، وفي «زاروب» ضيق في حي قديم في العاصمة الفرنسية باريس شاهدت – وللمرة الاولى – قطة تضع مواليدها الستة على الرصيف الفرنسي، استمرت العملية لأكثر من نصف ساعة، وقفت اراقب، ثم قررت القيام بمحاولة الاقتراب اكثر فأكثر للامساك بواحد منها، لكن القطة «الأم» أبت – وهي في آلام المخاض تلك ان تساعدني على انجاح مشروعي هذا.
لن نأتي بجديد حين نذكر تلك العلاقة الازلية التي تربط «الفرخة» بكتاكيتها والكلبة بجرائها والابقار بعجولها، انها امور ظهرت منذ الخليقة وستظل الى يوم ان ينفخ في الصور.. تحضرت المجتمعات أم تخلفت، تطور الخلق أم تدهوروا، وشئنا أم أبينا!
«أمنا الارض» هي تجسيد آخر لتلك العلاقة الازلية، ارتباط الانسان بأرضه هو ارتباط بمجتمعه، وترابه، بسكناه وتاريخه، فعندما نقول «مسقط الرأس» فإن الرأس لا يسقط فوق فراغ، انها الارض والأم، الاب والجذور، المنبع وقدسية الانتماء!
لم افهم، ويبدو اني لن استطيع ان افهم مطلقا كيف يمكن للمرء ان يخون وطنه، ارضه، تاريخه، ترابه، سكناه، ومسقط رأسه، كيف يمكن للخونة ان يغدوا خونة، كيف يمكن للانجاس ان يصبحوا انجاسا؟ كيف يغتصبون «امهاتهم الارض» ويتجاهلون صرخاتها؟ كيف يهشمون رؤوس مسقط رؤوسهم بأيديهم؟ كيف يستسيغون رؤية بطن ارضهم وهي حبلى بجثث اخوانهم ضحايا خياناتهم؟ كلما سمعت نكرا لجيش الخائن «انطوان لحد» تذكرت تلك القطة على احد ارصفة باريس، وزاد يقيني بأن الانسان – ليس دوما – هو افضل المخلوقات!
للأسف، لم يعد «لحد» هو الخائن الاوحد، فمثلما كان للكلاب جراء كذلك هو، فإن له اشقاء في كل مكان على الساحة السياسية!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال: (1988/1/9)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=216355&WriterId=26
«الطابع» العام!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من إجازته التي تستغرق عدة أيام.
استطاعت وزارة الداخلية ان تحقق ايرادا جيدا يبلغ - حوالي - عشرة ملايين دينار سنويا عن طريق فرض الرسوم المستحقة على معاملات الاقامة وهي عشرة دنانير في العام الواحد، تشكل دعما جيدا لإيرادات الدولة وموردا لا ينضب.
يبدو ان بعض الوزارات الحكومية تعجز - احيانا - عن استيعاب قرار تصدره وزارة ثانية، والذي ينعكس سلبا في زيادة التعقيد امام جموع المواطنين، فبدلا من ان تكون كالقول الكويتي القديم: «انت فصّل واحنا نلبس» دلالة على التجاوب وسرعة الموافقة، تجد ان الواقع قد تحول الى… «انت خيّط، واحنا نشق»!
ولنزيد الصورة وضوحا، فان وزارة الداخلية قد طلبت من المواطنين تحصيل رسومها تلك عن طريق الطوابع البريدية، ولان صندوق ادارة الجوازات - ربما - لا يستوعب تلك الاعداد المهولة، فقد سمحت للمراجعين بشراء الطوابع من عدة مراكز بريدية تسهيلا لهم وضمانا لحسن سير العمل.
ما حدث ان وزارة المواصلات لم تستطع استيعاب الامر، وكانت النتيجة ان مكتب بريد الشويخ لا يحصل الا على ثلاثة آلاف طابع فقط في الوقت الذي يحتاج فيه الى ثلاثة اضعاف هذا الرقم خلال ساعات الدوام في اليوم الواحد!
النتيجة! يتم ارسال سائق المكتب كل ساعة او ساعتين الى مركز البريد العام لجلب كمية ثانية تنتهي في غضون الفترة ذاتها ثم يعود مرة ثالثة ورابعة… وهكذا.
نعتقد ان «جرة قلم» من صديقنا العزيز بوسالم «وزير المواصلات» كافية لانهاء هذا المشكل، خاصة اننا نعلم بان له «طابعا خاصا» في معالجة القضايا.
تاريخ نشر المقال (1988/1/10)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=216571&WriterId=26
حكاية في وسط الزحام!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
حكاية في وسط الزحام!
التقيت – يوم أمس – بسيدة كويتية من عائلة كبيرة، في حوالي الاربعين من عمرها، وكانت تتحدث وتشرح حالتها وهي بحالة عصبية شديدة، أحداث مشكلتها وتفاصيلها تثير الضحك – وشر البلية ما يضحك – وعندما كانت تستطرد في السرد، كنت محرجا من محاولة كبت ابتساماتي التي كانت تتحول احيانا – ورغماً عني – الى ضحكات وبسبب تلك الكلمات الكويتية «العتيجة» التي تستخدمها!
السيدة متزوجة من شخص عربي منذ حوالي تسعة عشر عاما ويكبرها بعشر سنوات، تقريبا وله منها أولاد، وصل الى مطار الكويت يوم الاربعاء الماضي، متأخرا يوما واحدا عن مدة ستة الأشهر التي يفرضها القانون لالغاء الاقامة. تقول الزوجة: «ذهبت الى المطار، حاولت ان اقنع الجميع بامكانية ترتيب دخوله، لكنهم رفضوا، الحق معهم، فالقانون صريح، طلبت منهم ان أراه، اكلمه فقط، رفضوا ايضا، اصروا على ان ادفع قيمة بياته في فندق المطار، لم أمانع، قالوا إن عودته يجب ان تتم في اليوم التالي وعلى اقرب طائرة الى بلده، رجوتهم ان يمهلوني حتى يوم السبت، غداً كان يوم الخميس – نص دوام – لم أكن متأكدة من إنجاز عدم ممانعة أو كرت زيارة له في هذا اليوم القصير ولكن.. محاولاتي ذهبت أدراج الرياح و.. سافر زوجي!».
سألتها عن سبب غيابه طوال ستة الأشهر تلك في الخارج، أطلقت تنهيدة حارة وهي «تتحلطم».. «زوجي رجل أعمال أدخلته الى البلاد بسمة «التحاق بعائل».. هل تصدق؟ القانون يطالبني بإعالته، وهذه السمة لا تسمح لحاملها بالعمل مما يدفعه الى ممارسة أعماله في بلده، يزورني في الشتاء وازوره في الصيف، لا يعقل ان يجلس في البيت «مجابلني طول النهار لا شغلة ولا مشغلة»، ثم ختمت حديثها بجملة: «شسوي يعني، لو كان سيارة جان بدلته بواحد كويتي، شيبوني أسوي؟ اطلقه يعني»؟!.
توقفت عن الابتسام بعد ان وصلت السيدة الى نهاية حديثها وبعد ان لمحت في عينيها دموعا محتبسة تأبى إلا ان تبقى في مكانها، ويقف حائلا دون نزولها الشعور بعزة النفس المجروحة.
عدت إلى الجريدة وكتبت هذه الكلمات، فهي لم تكن تعلم مع من كانت تتحدث!.
تاريخ نشر المقال (1988/1/12)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=216809
وكسة ما يغلبها غلاب!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
تعجبني وتثير فرحي تلك الانتفاضة الساخنة و«العفيفة» في الارض المحتلة، ولكن ما لا يعجبني ويثير قرفي هو تلك الانتكاسة التي ستعقبها، اتمنى ان أكون مخطئا وادعو الله عز وجل ان تخيب ظنوني، وسيظل الامر على ما هو عليه حتى «تنتفض» اراضي عام 1948 التي عاد اهلها الى الهدوء والقنوع بالمواطنية الاسرائيلية والعيش كمواطنين من الدرجة الرابعة، فهم عرب أولا، وليسوا يهودا ثانيا، وشرقيون ثالثا وآمنوا بـ«سياسة الامر الواقع» رابعا.
براعة الزعامات العربية في تحويل الانتصار الى انتكاسة لا تصدق، ففي عام 1948، وعندما سعت اسرائيل الى طلب الهدنة اثر اشتداد المقاومة الشعبية ضدها، قام بعض الساسة في ذلك الوقت والذين مازال التاريخ يلعنهم إلى يومنا هذا – بتحويل انتصارات الشعب العربي الى هزيمة، اما في عام 1973، فقد قام المقبور انور السادات بتحويل انتصارات اكتوبر الى انتكاسة اعقبتها خيمة هزيلة عند الكيلو 101 وما جرى بعدها لم يعد سرا!
ما اخشاه ان يتم قطف ثمار هذه الانتفاضة، في الوقت الذي كان فيه ابطال العرب في الارض المحتلة يستنشقون قنابل الغاز وابخرة الاطارات المشتعلة.
السيناريو القادم لا يبشر بالخير (…) ولكي يعرف المواطن العربي في الداخل والخارج ما الذي سيجنيه، فلينظر الى ما جنيناه من «انتصار» اكتوبر «العظيم»!
هناك امران لا اعرفهما الاول هو عن شكل الدولة الفسلطينية القادمة – ان وجدت – هل ستكون اشتراكية أم رأسمالية وهل سيقام بها مخافر أم لا؟ والثاني حول مصير الفلسطينيين من سكان الناصرة وحيفا ويافا وعكا، هل يتوجب عليهم الحصول على «كفيل» فلسطيني من مواطني اراضي 1967، أم سيسكنون مخيمات جديدة في الدولة العربية «الجديدة» على اعتبار انه مازال لاجئا؟ وهل سيلجأ الى الانتفاضة بالحجارة من جديد أم لا؟!
تاريخ نشر المقال (1988/1/13)
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=216997&WriterId=26
خسر «المتكتك»!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
استيقظت – يوم أمس الجمعة – في تمام الساعة الخامسة صباحا، وبعد ان اديت صلاة الفجر عدت الى النوم مرةاخرى حتى الثامنة، وخلال تناول «الكورن فليكس» مع الحليب استمعت الى اخبار الانتفاضة فأبديت تعاطفي معها و«شجبي» للعدو الاسرائيلي «الغاشم» الذي «يرفض» الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني و«يرفض» المناشدة الدولية وقرارات الامم المتحدة، وبعد ذلك قرأت الصحف وايدت «نضال المانشيتات» الذي يدعم الحق العربي.. بقوة ويجعل اسرائيل من جبهة الرفض!.
قرأت اخبار الذين ابعدتهم سلطات العدو الصهيوني الى جنوب لبنان و«استأنست» من ردود فعل «الرأي العام العالمي» و«الضمير العالمي» لكني شعرت بحاجتي الى فنجان من القهوة التركية فصنعت لنفسي واحدا ثم ادرت جهاز التلفزيون لاشاهد مسلسل جحا!.
ازداد تعاطفي حدة مع الانتفاضة – من كثرة ما سمعت من تعليقات الاذاعات العربية وصحفها – ولكن الوقت كان قد حان لمشاهدة مباراة كرة القدم بين الكويت والعراق، وبصفتي «متفرجا غير لعَّاب»، فقد بدأت اتابع «الأغاني الكروية» التي تسبق المباراة والتي تبشر بالفوز العظيم، بعدها اندمجت في المشاهدة حتى لم أكد اميز بين طفاية السجائر واستكانة الشاي، ولأن تعاطفي مع الانتفاضة يمكن تجميده لحين سماع صفارة الحكم النهائية، كذلك كانت مخاوفي من التوتر في الخليج ورفض تطبيق القرار 598 الصادر في 20 يونيو وجموع الاساطيل والزوارق السريعة وفرض حظر دولي على السلاح وحملة النظافة في البر، واقتراب موعد بث برنامج «دائرة الاحداث»!
نسيت كل مخاوفي تلك، وتابعت المباراة دقيقة بدقيقة، وكنت «انتفض» كلما اقتربت الكرة من المرمى، وعندما فاز المنتخب العراقي بالمباراة، فرحت جدا وباركت فوزه، لانه لو ربح الكويتيون لـ«نشفوا ريجنا» بأغاني الانتصارات ومواكب التظاهرات بعد ان اقتنعوا بأنهم «الفريق الذي لا يقهر»، ولطالب خطباء الجمعة في المساجد المصلين بالدعاء الى الله ان يصل منتخبنا الى سيئول، ولكن يبدو – هذه المرة – ان «تكتيك» الفريق «المتكتك» لم ينفع.
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1988/1/16)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=217201&WriterId=26
الناشل والمنشول!
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
قرأت كتابا قبل خمسة عشر عاما اشتريته من مكتبة قديمة في منطقة «الفجالة» بوسط القاهرة لا اذكر اسم مؤلفه ولا عنوانه يقول فيه ان انبياء العهد القديم كانوا يتحدثون باللغة الآرامية والسيريانية والعبرانية، وهذه الاخيرة نتجت عن السيريانية التي افرزت بدورها اللغة العربية، وقبل ثلاث سنوات قرأت كتابا لمؤلف امريكي يقول فيه ان البشر في يوم القيامة – وعلى اختلاف لغاتهم في الدنيا ولهجاتهم التي يصل عددها الى حوالي عشرة آلاف – سيفهمون لغة واحدة، الا انه لم يفصح عن نوعها!
فتحنا حوارا – يوم امس الاول – في ديوانية «الفارس» عن اللهجات واكتشفنا – ونحن نتابع اخبار التلفزيون – ان الفلسطيني يسمي «الملاس أو المغرفة» - «كفكير»، اما الطاولة الصغيرة فهم يطلقون عليها اسم «اسكمله».
في عام 1969، روى لي فلسطيني مخضرم جاء الى الكويت في بداية الخمسينيات قصته مع اللجهة الكويتية عندما استأجر غرفة في بيت للعزاب داخل منطقة شرق.
يقول العجوز الفلسطيني انه كان يعمل موظفا في وزارة حكومية اعتادت على ارسال الباص لنقل موظفيها، والذي كان الكويتيون يسمونه «أبوعرام» وبعد يومين من وصوله استيقظ مبكرا وجلس يتناول افطاره في غرفته منتظرا قدوم الباص، واذا بزميله الذي جاء قبله بسنوات يناديه من الخارج بصوت عال مخبرا اياه بقدوم «الأبوعرام» فما كان من صاحبنا الا ان قال: «خليه يتفضل» بعد ان اعتقد بأنه.. انسان!
في المغرب، اياك ان تقول لمواطن ادى لك خدمة ما، «الله يعطيك عافية»، فالعافية عندهم هي «النار» وهي ليست كـ«عافيتنا» والصواب ان تقول للمغربي «الله لا يعطيك عافية» فيفرح كثيرا ويرد عليك انه لا شكر على واجب!
حدث ان مواطنا كويتيا من الرعيل الاول دخل الى عيادة طبيب في مستوصف بمنطقة سكن نموذجية – وهي حكاية رواها لي أمين المستوصف – شاكيا من اصابته بـ«النشلة» - او الانفلونزا – ولان الطبيب كان مصريا وقدم للمرة الاولى الى منطقة الخليج العربي فلم يفهم ما قاله المواطن عندما سأله عن مرضه واجاب بانه «منشول» فغضب وقال له: «ده مستوصف مش قسم بوليس ولو كنت اتنشلت يبقى تروح تبلغ الشرطة مش تيجي هنا»! تحدثت مرة مع مسؤول فلسطيني يؤمن بالحلول السلمية فلم افهم ماذا يقول!!
فؤاد الهاشم
تاريخ نشر المقال (1988/1/20)
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=217371&WriterId=26