.. كانت الفنانة الكبيرة «فايزة أحمد» قد انتقلت الى جوار ربها – قبل اسابيع قليلة – من وصول دعوة حكومية ارسلها لي «الحزب الاشتراكي التقدمي» - الشيوعي – الحاكم في جمهورية اليمن الديموقراطي «السابق» في شهر اكتوبر من عام 1985 لحضور احتفالات ذكرى «ثورة اكتوبر المجيدة»، وحين وصلت الى مطار «عدن» على متن طيران «اليمدا» - الناقل الرسمي لتلك الجمهورية الشيوعية في جنوب شبه جزيرة العرب – استقبلني كعادة الدول التي تدور في الفلك السوفييتي «اثنان من المرافقين» وفي الطريق الى الفندق سألني المرافق الاكبر سنا والجالس بجوار السائق: «يا رفيق فؤاد، صحيح هالاشاعة اللي تقول ان المطربة فايزة أحمد.. ماتت»؟! اضحكني سؤاله، وقلت له: «الحكاية ليست اشاعة، بل حقيقة، فقد توفيت فايزة أحمد.. بالفعل»!! ثم اكملت حديثي قائلا له – وأنا اضحك - «هل وصل بكم التعتيم الاعلامي الى هذا الحد؟ الى درجة انكم لا تريدون تصديق خبر وفاة مطربة مصرية»؟! اجاب الرجل – وبجدية مطلقة وكأنه يلقي خطابا داخل قاعة جامعية - «يا رفيق فؤاد، علينا ان نكون حذرين جدا، لان الامبريالية الامريكية والرجعية العربية والصهيونية العالمية تريد ان تدس ما تريد من اخبار على مجتمعنا ووطننا»!! قلت له: «لكن الخبر يتعلق بوفاة صاحبة اغنية.. انا قلبي اليك ميال، وست الحبايب يا أمي، و.. ما تحبنيش بالشكل كده.. وليست وفاة قائد قوات حلف.. وارسو»!! كان الرجل يدير رأسه الى الخلف – حيث اجلس ويتحدث معي – وعندما انهيت جملتي، استدار واعتدل بجلسته مصوبا ناظريه الى الطريق ملتزما الصمت الى حين توقف السيارة امام بوابة فندق «عدن» - ذي الاربعة نجوم – الذي بنته شركة فرنسية وكان مقر اقامة كل الاحزاب – والعناصر – الشيوعية في العالم العربي من «الرباط» إلى «المنامة» احتفالا بثورة رفاق السلاح والعقيدة في ارض .. «عبدالفتاح اسماعيل» و«علي عنتر»، و«علي ناصر محمد»، «علي سالم البيض»!! والطريف ان هذا الاخير صار «إيراني الهوى» ويسكن - حاليا - في الضاحية الجنوبية من بيروت ويتلقى الدعم من زعيم «النصر الإلهي»، ويريد ان تمتلئ شوارع «خور - مكسر» بوسط «عدن» بالأعلام الإيرانية وعمائم ملالي ايران بعد ان ملأها - أيام زمان - بالأعلام السوفياتية الحمراء ذات «المنجل والمطرقة» و.. قبعات فرو دببة.. سيبيريا!! اشتعلت لمبة حكاية «وفاة فايزة احمد» هذه في ذاكرتي حين قرأت موضوعا مضحكاً نشرته صحيفة «غويا» الايرانية، وأعادت نشره الزميلة «القبس» يوم امس، وها أنا أعيد نشره - للمرة الثالثة - تعميماً.. للفائدة، وهو بعنوان.. «انتفاضة الدجاج» يقول.. كاتبه:
٭٭٭
بعد أيام من ادعاء المرجع الديني (الرسمي) مكارم شيرازي ان لحم الدجاج يضر الإنسان كثيراً ويجعل الشخص فاقداً للغيرة والرجولة، ومطالبته بعدم أكل الدجاج نظراً لأزمة فقدانه من الأسواق وغلاء سعره عدة أضعاف، نزل مواطنون كثر في العديد من المدن الايرانية، خاصة مدينة نيشابور، القريبة من مشهد وأطلقوا شعارات: نصر من الله وفتح قريب، الموت للنظام المخادع للناس!
وهاجم مواطنون العديد من المراكز الحكومية والبنوك، فيما أكدت أجهزة اعلام رسمية تعرض العديد من مستودعات حفظ الدجاج والدواجن لسرقات مسلحة.
السلطة القضائية بدورها حذّرت الذين يريدون المشاركة في الاعتراضات ضد الدولة بسبب الغلاء، فيما قال خطباء صلاة الجمعة: انه لا يجوز الاعتراض على النظام بسبب الغلاء، لأن مثل هذا الاعتراض هو مطلب أمريكي وصهيوني.ودعا خطباء الجمعة المواطنين لأكل البصل والخبز فقط ونسيان أكل اللحم والدجاج، وقال أحدهم: هل نسيتم أننا كنا قبل الثورة نأكل اليخنة المكونة من الماء الساخن والزيت والبصل والخبز فقط!
نواب في مجلس الشورى، بدلاً من الدفاع عن المواطنين وشجب الغلاء وشحة اللحوم والدجاج، أعلنوا في بيان لهم ضرورة تحمّل الغلاء وشحة المواد الغذائية، وزعم هؤلاء ان الشعب يستطيع أكل الحبوب والخضروات بدلاً من اللحوم، لأنها أساساً تضر الإنسان.ورفع هؤلاء النواب شعاراً منسوباً لأحد الأئمة يقول: لا تجعلوا بطونكم مقبرة للحيوانات! انتهى حديث فلاسفة ملالي.. إيران!!
٭٭٭
.. انشق عن النظام.. نائب قائد الاستخبارات الجوية السورية في «دير الزور».. والمزيد على الطريق!
٭٭٭
.. أوامر من قيادة الجيش الاردني لقواتهم المتواجدة قرب الحدود مع سورية: .. «ردوا بنفس القوة على اي نيران تأتي اليكم من الجانب الآخر»!
٭٭٭
.. الجنرال «قاسم سليماني» للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية:
.. «ان الشيطان الاكبر - امريكا - يعصرنا عصرا بهذه العقوبات، ولا حل لنا للخلاص من هذا الموت البطيء الا.. الحرب»!!
٭٭٭
.. «طهران وموسكو» اعطتا بشار «النعجة» الضوء الاخضر لسحق «حلب» ومسحها من على الخريطة ابتداء من يوم.. امس!!
٭٭٭
.. الحرامي السوري الكبير «رامي مخلوف» اعلن عن تقديمه «منزلا وسيارة» لكل ضابط يشارك في سحق ثورة اهل.. «حلب»!!
٭٭٭
.. «رستم غزالة» يقول للشيخ «نبيل قاووق»: ان ما سوف نفعله في حلب، سيجعل ما فعلناه في حماة.. نزهة في حديقة!! وانا - بدوري - اقول لـ«غزالة» بأن ما سوف يفعله بكم الشعب السوري سيجعل ما فعله الشعب العراقي - وجيشه - بـ «نوري السعيد» و«عبدالاله» في عام 1958 كأنه.. «هوشه في بار»!!
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=212287&YearQuarter=20123