السبت، 11 أغسطس 2012

من «سمير وسّوف» إلى.. سماحة المهري!!






.. قبل حوالي ثلاثة أسابيع، كتبت موضوعا عن الورطة التي وقعت في قعرها داخل أرض الجزائر خلال أيام الغزو التعيسة، وقتها كان سفير الكويت – هناك – الأخ «يوسف العنيزي»، وقد التقط طرف الخيط مما نشرته، وكتب موضوعا في الاتجاه ذاته نشره في جريدة «الجريدة» بتاريخ 2012/7/17 يقول.. فيه:
٭٭٭
قبل أيام كتب الأخ العزيز فؤاد الهاشم «بو عبدالرحمن» مقالاً رائعاً كالعادة في جريدة «الوطن» تحدث فيه عن تجربته ومعاناته أثناء زيارته الشجاعة لجمهورية الجزائر الشقيقة، وذلك أثناء فترة الاحتلال العراقي لبلدنا الحبيب، والتي استمرت يومين حتى تم ترتيب مغادرته الى فرنسا بلد النصارى، حيث وجد الأمن والأمان فلو تم ترحيله الى بغداد لنال شرف لقب «شهيد» أو مرحوم أو غير ذلك حسب المصدر الذي سيمنحه اللقب، ولحرمنا من مقالاته وزاويته المميزة في جريدة «الوطن» التي أعتز بذكريات جميلة معها، فقد كانت النافذة التي أطل من خلالها على الوطن الكويت أثناء رحلة العمل في كل أرجاء المعمورة خدمة لهذه الأرض الطيبة.
أثار ذلك المقال شجوني وأعاد ذكريات تلك الأيام، فان كنت أخي تحدثت عن معاناة يومين في الجزائر فما بالك بمعاناتنا على مدى سبعة أشهر الاحتلال أنا والعائلة وأعضاء السفارة، وهم الأخ العزيز حمد بو ارحمة وبدر العتيبي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، اضافة الى اخوة أعزاء انضموا لنا لدعم عمل البعثة وهم الأخ العزيز سامي الابراهيم والأخ العزيز فوزي المضف، والأخ العزيز زبن العتيبي، بهذا العدد القليل واجهنا نشاط السفارة العراقية التي تضم العشرات من العناصر مع شارع واعلام منحاز وأحزاب تتسابق في عدائها لنا، وكانت الأحزاب الاسلامية أشدها قسوة.
تنوعت معاناتنا من تهديد بالقتل حيث سربت لنا برقية صادرة من بغداد تحت عنوان «توجيه رئاسي» يأمر بوقف نشاط السفارة الكويتية باستخدام كل الطرق بلا استثناء، كما قام أحد عناصر السفارة العراقية من خلال طرف ثالث بالطلب منا بتسليم جوازات السفر الكويتية لاستبدالها بجوازات سفر عراقية، اضافة الى التهديد بحرق المنزل، وزرع المتفجرات في مجمع البعثة، وقد قامت السلطات الجزائرية مشكورة بتوفير عربة عسكرية أمام مدخل المجمع مع تزويدنا برقم هاتف فرقة خبراء كشف المتفجرات، فغدونا زبائن لها، كما رفضت بعض المحال والأسواق التعامل معنا، وهنا تطوع بعض النصارى «جزاهم الله خيراً» بعرض المساعدة كالسفير الأمريكي والبريطاني، وكذلك الأخ العزيز طارق الهيدان نائب وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة العزيزة، وكان وقتها يشغل منصب سفير للدولة الشقيقة، ولعل أخطر تلك المعاناة وأشدها ايلاما التهديد بايذاء الأولاد فأوقفنا ذهابهم للمدارس، وقامت السيدة الفاضلة «أم عبدالله» بتدريسهم في المنزل بما توافر من مناهج.
وتعود بي الذكرى الى مساء يوم الأربعاء الموافق الأول من أغسطس عام 1990، أي قبل يوم من الغزو الغادر تلقيت اتصالا من السفير العراقي المعتمد في الجزائر آنذاك، وكنا نرتبط بعلاقة عائلية حميمة «واعفيني من ذكر الاسم»، وقد اقترح ان نذهب الى مدينة تيبازا الساحلية، في الطريق لاحظت ان الرجل قد بدا وكأن جبالاً من الهمّ قد رزحت على صدره، ويحدث نفسه أحياناً، عند استفساري منه عن سبب همه انفجر قائلاً «والله مو عارفين وين رايحين، يبون يدمرونا، بو عبدالله رجعني البيت» لم أناقشه في قراره، وعدنا أدراجنا، قبل ان ينزل من السيارة سألته عما اذا كان يريد ان يقول لي شيئاً؟ فأجاب: «دير بالك على نفسك وعلى العائلة الكريمة، والله ويانا ووياكم». ثم مشى وهو يجر قدميه، وقد تلقيت منه اتصالاً في يوم الغزو، حيث قال «بوعبدالله دير بالك على حالك وعلى أختي أم عبدالله والأولاد والله يحفظنا ويحفظكم»، ثم قفل الخط.
بعد ذلك بأسابيع غادر السفير وعائلته الجزائر الى احدى الدول الأوروبية، حيث طلب حق اللجوء السياسي، وبعد أيام من التحرير وفي احدى الأمسيات وبينما كنا نشاهد ما تنقله الفضائيات العالمية من فرح وابتهاج في الشارع الكويتى حيث خرج الشعب عن بكرة أبيه وهو يلتحف بالعلم الكويتي الذي تخفق له وجدان كل من يحمل ذرة حب لهذا الوطن الغالي، في تلك الأمسية تلقيت اتصالا من السيد درويش العرادي رحمه الله مدير المراسم في الديوان الأميري في ذلك الوقت، حيث أبلغني ان هناك برقية في السفارة تحمل توجيهات من سمو أمير البلاد نرجو تنفيذها بأسرع وقت، ذهبت الى السفارة فوجدت برقية واردة من السفارة في الرياض بتوقيع الأخ الفاضل سليمان ماجد الشاهين، ومضمونها بما معناه «بأمر من سيدي أمير البلاد حفظه الله ورعاه، يرجى مغادرة الجزائر بأسرع وقت ممكن دون ابلاغ الجهات المختصة، مع ابلاغنا عن الجهة التي ستغادرون اليها لترتيب أمور السكن».
أخي الفاضل «بوعبدالرحمن»، لك كل الشكر والتقدير على اثارة هذه الشجون، ان ما مرت به الكويت الغالية لم تمر به دولة في العالم، فيه الكثير من الدروس والعبر، ولكن البعض منا تناسى ذلك، ولعلك توافقني الرأي بأننا لم نعد نخشى على الكويت من عدو خارجي بقدر خوفنا عليها من بعض أبنائها والحاقدين عليها وأصحاب المصالح الضيقة.حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.
٭٭٭
.. بعثت برسالة نصية قصيرة الى احد قادة ثوار الجيش السوري الحر قلت له فيها: حين تقتحمون القصر الجمهوري لبشار النعجة، ارجو البحث عن صورة السيد المهري خلال لقائه بالرئيس مع مجموعة من المرافقين وكذلك التسجيل الصوتي والمرئي لما دار في الجلسة خصوصا المقطع الذي ابلغ فيه «المهري» بشار - النعجة بحكاية «الحلم» الشهير بأن.. «درع الامام علي وسيفه يقاتلان الى جانب حزب البعث الحاكم»!! للعلم، فإن الضابط الذي استقبل «المهري» واصطحبه من فندق «سفير» السيدة زينب هو العقيد «سمير وسوف» من جهاز الاستخبارات العامل داخل القصر الجمهوري، وهو لا يمت بصلة الى المطرب المشهور «جورج وسوف» اذ ان جورج «نصراني» وسمير «مسلم»، وسوف ينشق - في القريب العاجل او يموت - على ايدي احرار الشعب السوري.. المظلوم!! «المهري» - قدس سره - صمت لسبعة اشهر بعد زيارته لدمشق وروايته «للحلم»، وعندما تيقن ان النظام ساقط لا محالة، انكر الزيارة وانكر.. الحلم!! اذا دقق «السيد» في احدى صفحات جواز سفره، فسوف يجد ختم الدخول لمطار دمشق وبجواره جملة «زائر لمقام السيدة زينب»!!
٭٭٭
.. بلاغ الى النائب العام اللبناني:
.. المدعو «رستم غزالة» ربح اكثر من 60 مليون دولار خلال مدة خدمته الاستخباراتية في لبنان من تجارة المخدرات وتهريبها الى دول الخليج!!.. «شوف شغلك.. معه».. سعادة النائب العام!
٭٭٭
.. اسمه الكودي لدى المخابرات العامة السورية هو «الحورية» او.. «The mermaid»!! الاسم لمخلوق خرافي يعيش في البحار والمحيطات نصفه السفلي سمكة ونصفه العلوي.. امرأة!! بداية الفضائح لاحت في الافق عبر تسريبات ضباط الاستخبارات الذين انشقوا، منها برقية سرية مشفرة ارسلها من الكويت يقول فيها: «معزبي بدّو إياني.. اغتصبه»! فجاءه الرد: «نفذ له.. طلبه»!!
٭٭٭
.. آخر.. كلمة:
.. رئاسة الحرس الوطني قبلت طلبات المنتسبين الجدد الذين لديهم شهادات دراسية «نهارية»، ورفضت الذين لديهم شهادات دراسية.. «مسائية»!! و.. منا إلى المسؤولين في «الحرس»!!
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=212479&YearQuarter=20123