.. كنت أنا – وعدد من «الربع» - من اوائل الكويتيين الذين زاروا «الفلبين» وكان ذلك خلال ربيع عام 1982!! قضينا ليلة واحدة في «مانيلا» ثم طرنا في طائرة برمائية ذات محرك واحد تتسع لخمسة عشر راكبا ثلاثة أرباعهم من اليابان وألمانيا وسويسرا، ولمدة خمسين دقيقة لنهبط في جزيرة صغيرة كأنها قطعة من الجنة، أشجارها وغاباتها وشلالات مياهها العذبة وطيورها وهواؤها يجعلك تسجد لله شكرا على جمال نعمته وابداع خلقه! تتكون «الفلبين» من حوالي سبعة آلاف جزيرة، ثلاثمائة منها – فقط – مأهولة بالسكان، اما الباقية فهي جزر عذراء ليس فيها الا.. الفواكه والخضراوات التي انبتها رب العالمين و«الزرازير» و.. «الببغاوات» التي وصلت اليها من الشمال ومن اليمين!! في المساء، دعانا الدليل السياحي الذي يرافقنا كلنا الى تناول العشاء في مطعم.. مميز يقدم اطباقا بحرية لذيذة، منها.. «لابوستر» - وانا من عشاقه – حجمه اكبر من رأس احد نواب «الاغلبية»، ولونه برتقالي يميل الى الاحمرار، ولا تسألوني عن تلك الخلطة التي يضعونها فوقه، اذ انها شيء «ناطع» يجعلك تقول.. «أم م م م م م أ م م م أم أم أم».. من شارع الصحافة في الشويخ الى اول مدخل محافظة.. «ديالى» في العراق!! الشيء الغريب – والطريف في هذا المطعم – انهم يمنحونك الفرصة لكي.. تغني!! الكثير من الناس – في كل انحاء العالم – يغنون اثناء «الدش» مرددين الاغنية الشهيرة التي حازت جائزة «الاسطوانة الالماسية» منذ نصف قرن وهي: «خش عليّا.. خش، نلعب تحت.. الدش»! وبالطبع، يكون ذلك بكل لغات العالم.. ولهجاته، لكن – في هذا المطعم – يأتون لك بـ«ميكروفون» - نقال «لتغني ما شئت – وبلغتك الام – وليستعن بقية الزبائن – من كل الجنسيات واللغات - بالصبر والتحمل حتى تنتهي من وصلتك الغنائية.. هذه!! تسلم «الميكروفون – النقال» احد الزبائن اليابانيين، فصار يزعق ويقول: «كا-كا واكي، نوما، هاكي، ساراموتا، ماتاهاري»! السويسري – طلع من الجزء الايطالي – فأخذ يغني بالايطالية الحالمة وصار يقول: «أموري، سنيوريتا.. أموري»، و.. كذلك كان حال الالماني وزوجته «التايلندية الاصل».. حتى جاء .. دورنا!! لان «الربع.. يستحون»، ولأن آخر مرة «استحيت» فيها كانت في يوم مولدي لقدومي الى الدنيا عاريا، فقد اخذت «الميكروفون - النقال» وابتدأت اغني للفنان الكبير «حسين جاسم» صدح بها – خلال الستينيات - تقول كلماتها: «رمان في نهديه.. غاية منيتي، ليت للغرام حاكم والله.. لا اشتكي»!! لم يكن هناك أمل - ولو واحد بالمليون – لأن يفهم «راعي المطعم الفلبيني» معنى كلمات الاغنية، وكذلك لا امل للسويسري والالماني والياباني ليفهم المقصود بـ .. «محكمة للغرام أو مملكة عليها حاكم مطلق او رئيس منتخب» لاذهب اليه واشتكي من ظلم.. المحبوب!! لو كان الفنان «حسين جاسم» غنى اغنيته هذه في زمن «محمد هايف» مراقب الحسينيات، او في عهد «اسامة المناور» - هادم الكنائس – او «المملوح» راعي «الشيشة والشيشان»، أو «الوعلان» وزميله «القويعان» رافضي مسرحيات الاطفال و. غيرهم كثير، لكان عقابه الشنق والحرق و.. الإغراق!! ولكنت غنيت – في المطعم - اغنية تقول كلماتها: «احنا.. الطالبان وانتو.. الافغان، نموت ويحيا .. السلف .. والاخوان»!!
٭٭٭
.. يقولونها - باللهجة المصرية - «قفاه يقمّر.. عيش»، وتنطق - بلهجة «أهل المحروسة» بقلب «القاف» إلى الف - فتصبح.. «أفاه.. يأمر.. عيش»!! الترجمة الى اللهجة الكويتية كالتالي: «القفا» او «الافا» - هي مؤخرة الرقبة، او.. نهاية منبت شعر الرأس عند بداية الظهر، و«يأمر»، تعني «التحمش» اي ان تقوم بتسخين و«تحميش» الخبز في «التوستر»، والعيش - عندهم - هو «الخبز» وليس «الرز» كما نسميه نحن!! الضرب على «القفا» - او «الأفا» - في مصر اهانة شديدة لصاحبها، وفي احد الافلام القديمة تلاحق الكوميديانه الراحلة «زينات صدقي» الكوميديان الراحل «عبدالسلام النابلسي» لتضربه بالمكنسة، فيقول لها: «انا انضرب بالمقشة.. ايوه، لكن مش على.. قفاي»!! لو دخلت الى مواقع «اليو-تيوب»، فسوف تشاهد لقطات لمعتقلين - ظهرت بعد ثورة 25 يناير المصرية - وضباط مراكز الشرطة يضربونهم على «قفاهم» بكفوف اياديهم، بل ان لقطة لضابط شرطة برتبة رائد تثير العجب والدهشة من براعته في الضرب، اذ يصفع معتقلا على قفاه «بسرعة.. مائة طراق خلال ثلاث ثوانٍ.. فقط!! من طرائف احاديث «الأفا» - او «القفا» - في الافلام ما قاله الفنان «محمود عبدالعزيز» في فيلم «الكيف» مع «يحيى الفخراني» ويؤدي فيه دور شخص عاطل يريد ان يصبح مطربا بأي شكل، فيلجأ الى كاتب كلمات اغان مغمور ويطلب منه كتابة اغنية عن.. «القفا»، فيستغرب المؤلف ذلك، فيرد عليه «محمود عبدالعزيز» قائلا: «بتستغرب.. ليه؟! احنا غنينا لكل حاجة في الجسم، وقلنا.. يا قلبي، ويا كبدي، ويا روحي، وياحته مني، ونسينا.. القفا، مع انه اكتر حاجة فينا بتستحمل لما نخش قسم.. بوليس»!! في العدد الصادر - من جريدة «الأخبار» القاهرية - يوم امس، ظهرت صورة رئيس وزراء مصر الجديد الدكتور «هشام قنديل» - المحسوب على «الاخوان» وان لم يكن عضواً بجماعتهم - وهو يقوم بزيارة «مفاجئة» الى .. «قسم شرطة قصر النيل»، وبصحبة اللواء «احمد جمال الدين»، وزير الداخلية «الجديد» والخبر يقول ان .. «رئيس الوزراء استفسر من مأمور القسم.. كيفية التعامل مع المواطنين»، و- سأل عدد من المحتجزين عن .. «اسلوب التعامل معهم وما اذا كان هناك اية تجاوزات بحقهم، لكنهم اكدوا له على حسن المعاملة»!! يبدو ان رئيس الوزراء المصري الجديد لم يشاهد فيلم «الكيف»، ولم يسمع تعليق «محمود عبدالعزيز» عن .. «القفا اللي يستحمل كثير في اقسام البوليس»!! الدكتور «قنديل» يتصرف وكأنه رئيس وزراء الدانمرك يزور مركز شرطة في «السويد»!!.. آل.. ايه؟! مش عارف ان الضرب على .. الافا، أكثر من الرز في «الكوسة»!!
٭٭٭
.. آخر.. خبر:
.. العملة الايرانية فقدت %50 من قيمتها في انتظار عقوبات اقتصادية اخرى.. جديدة! التضخم ارتفع بنسبة %15! في القريب العاجل سيكون تناول البصل المسلوق بالماء الحار.. ترفاً لا يستطيع أي ايراني الحصول.. عليه! سبق أن قال الملالي ان «أكل الدجاج يفقد الرجولة»، والآن، سيقولون ان.. «أكل البصل سينبت لآكلها.. قرونا»!!
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=212882&YearQuarter=20123