.. جاءني اتصال قبل ظهر أمس من «كردستان العراق»، وتحديدا من مدينة «أربيل»، وصاحبه هو الصاحب القديم والكاتب الكبير والنائب في البرلمان العراقي الاستاذ «حسن العلوي»، الذراع الاعلامي والحزبي – سابقا – والصديق الشخصي اللصيق لديكتاتور العراق البائد «صدام حسين التكريتي»، قبل ان يكون من اوائل الذين اكتشفوا زيف «جمهورية المخابرات البعثية» في عام 1979، ويهرب من بغداد مرتديا «دشداشة بيجاما» بعيدا عن.. «الوحدة والحرية والاشتراكية».. المزعومة الى حيث العالم.. الحر!! ذات مساء – قبل اعوام – التقيته في حفل عشاء عند صديق مشترك في احدى العواصم العربية، وقد جئت الى الوليمة وبصحبتي امرأة جميلة جدا ولان.. «من عاداتي وتقاليدي انني لا احب الجيكرات»، ما ا ن شاهدها الزميل «العلوي» حتى انتصب واقفا – بأعوامه التسعة والسبعين مادا يده ليصافح السيدة – قائلا لي: «هاي شنو.. رفيق؟ هاي هواية.. جكليته»!! على الرغم من عشق «بوعمر» - وهو بالمناسبة شيعي المذهب – لكل أنواع «الجكليت» الذي تنتجه اشجار الكاكاو في جميع غابات امريكا الجنوبية، الا ان «المرارة» التي يتذوقها من بلده وشعبه وناسه لا تزيلها حتى كل غابات سكر «القصب» وسكر «البنجر» وفوقهم مصانع حبوب «السكارين»! هذا «العلقم» الدائم الذي يعيش في فم «بوعمر» - والمتمثل بمحاولاته المزمنة لاقناع 22 مليون عراقي بان «الكويت ليست عراقية ولم تكن عراقية ولن تكون عراقية» - هي التي دفعته للرحيل الى الاقليم الكردستاني بل وتقديم استقالته من عضوية مجلس النواب والتي رفضها «اسامة النجيفي» - رئيس المجلس – لان «العلوي» هو رئيس «السن» ايضا والعيش هناك لاكثر من سنة حتى.. الآن! قبلها جرب حياة المهجر – وقلمه الذي جعله عصاه – يحمله على كتفه الى سورية والكويت والسعودية ولبنان ولندن.. وكل ارض الله الواسعة.. ليتنفس هواء نقيا لم يخرج من صدر… تكريتي!! كتب عشرات الكتب، وسطر آلاف المقالات، فقط ليقول لشعبه «العراق للعراقيين والكويت للكويتيين، فدعوا الخلق للخالق»، حتى قلت له - ذات يوم - «ان اهل العراق مثل قوم نوح، لن ينفع معهم الا قوله تعالى: {وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا}، فعلق «العلوي» قائلا «ان سيدنا نوح لبث يدعو قومه الف سنة الا خمسين عاما» ثم اكمل قوله تعالى: {انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا} صدق الله العظيم، ثم.. مرت عدة اعوام وصدر له كتابه الجميل تحت عنوان.. «العراق، الدولة المستعارة»، وبه يقول للعراقيين: «تقولون ان الكويت مقتطعة منكم؟ انتم بلد استورد ملكا من الحجاز، وضباطا من الاتراك وساسة من اهل الشام» لكن كلماته - وصوته - اختفيا كالعادة وسط صراخ «اهل سوق الصفافير»، وصار يحتاج الى سنوات كعمر نبي الله «نوح» - الف سنة الا خمسين عاما - حتى تتبين حبة «الرمل البيضاء» في ارض العراق المالحة والسبخة، من حبة «الرمل الحمراء» الغارقة بدماء اهل البيت.. الطاهرة!! قال لي الاستاذ «حسن العلوي» - خلال مكالمته الهاتفية قبل ظهر يوم امس من ارض اربيل - ان العراقيين - او بعضهم على الاقل - لا يستسيغون مشاهدة المسلسل الكويتي «ساهر الليل» ويتابعونه - بكثير من الامتعاض - وقد قلت لهم.. « والحديث مازال له».. ان ما قدمه مؤلف العمل ومخرجه وابطاله لا يعادل «واحداً في المليون» من حقيقة الآلام والمآسي والكوارث التي تسبب بها صدام حسين وجيش النصف مليون حرامي ممن دخلوا الى ارض الكويت في الثامن من آب 1990!! يكمل ابو عمر كلامه.. قائلا: «لا فائدة، فهم يستكثرون عليكم حتى ان تقولوا.. آه.. ولو بصوت خافت كناية عن الألم الذي أحدثه فعل الاجتياح، لكنني لن أتوقف ولن استسلم ولن أتراجع، لقد بعت بيتي في سورية وشقة لي في بغداد وأخرجت ما هو موجود - تحت البلاطة - وانا هنا في اقليم كردستان اعمل جاهدا على تأسيس جريدة يومية وسوف اصدرها ولو بأربع صفحات فقط اطلقت عليها اسم.. شادبا.. وهي كلمة باللغة السومرية القديمة تعني الوثائق، سأحاول ان اجعلها ضوء الفنار الباهت في ليلة شتوية رعداء على ضفاف بحر اسود لا قرار له، لعل بحارا واحدا تائها يستدل بنوره.. فينقذ حاضره .. ومستقبله!!.. «الله يساعدك .. بوعمر»، ويجعل طريقك.. ومشروعك.. كله .. «جكليت.. في جكليت»! كان العراق يعتبرنا «القضاء السليب التابع لولاية البصرة»، فصار كله - الآن قضاء سليباً يتبع محافظة.. عبادان! و.. نحن ما زلنا منشغلون بماذا قال «عبيد» وماذا صرح «السعدون» وكيف عطس «ضب - الأمة» وتسلل «جرذ - الأنفاق» وأفتى.. «هادم.. الكنائس»؟! فهل يصدق فينا قول الباري عز وجل في قوم.. نوح؟!
٭٭٭
.. تصريح «النابغة» وليد الطبطبائي حول «اطراف مرتبطة بجيش الاحتياط الطائفي بالكويت تقوم - بشراء - اسلحة من سوق سوداء في كبد وبنيد القار والجليب». يدخل في ادبيات افلام «بات - مان» و«سبايدر - مان» و«سنفور - مان» و.. «طرزان»!! إذ .. ما دام هناك.. «جيش احتياطي طائفي في الكويت»، فهذا يعني انه يتبع جهة ما أكبر من هذا «الجيش»، وما دام «أكبره»، وما دام «مؤسساً لهذا الجيش وداعماً له»، فلماذا لا يزودهم بالأسلحة – مجانا – ولماذا يتركهم يشترونه بالمال؟! فان كانوا يشترونه من مالهم الخاص، فماذا عن ..«الجنود في داخل جيش الاحتياط الطائفي المزعوم» هذا ممن لا يملكون ما يكفي من المال لشراء السلاح من اجل الاستعداد لساعة الصفر؟! وان كانت تلك الجهة تزودهم بالمال لشراء هذا السلاح، فهذا يعني ان السلاح يأتي من جهة.. ثالثة! اذ لو كان قادماً من الجهة – نفسها - فما الداعي لان ترسل لهم مالا ليشتروا سلاحاً ارسلته.. هي؟! ان لم يستطع «بو مساعد» ان يجيب على اسئلتي تلك يمكن له الاستعانة بـ «أم عيسى»!
٭٭٭
.. الى عناية الأخ العزيز الشيخ «خالد بن عبدالعزيز التويجري» رئيس الديوان الملكي السعودي:
.. أرسل لي احد شيوخ قبيلة «عنزة» الكريمة – من منطقة «حفر الباطن» في المملكة العربية السعودية بملخص شكوى لديه طالباً مني توصيلها اليكم، وعلى الرغم من انني – عزيزي الشيخ «خالد» - استطيع الوصول الى اي مسؤول عربي من «تونس» الى «اليمن» خلال اقل من 45 دقيقة فقط، الا انني عجزت عن الوصول اليك لابلاغك بشكوى الشيخ الكريم عبر ارقامك الهاتفية في «الرياض» و«جدة» و«مكة» ولأكثر من 72 ساعة، وحتى الآن.. ومع خالص الشكر والتقدير!!
٭٭٭
.. وآخر.. تعليق:
.. «يوسف مصطفى» - وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الاذاعة – قال يوم امس: «ان هناك برامج اذاعية خاصة بعيد الفطر السعيد» جميل جداً «ويعطيك العافية»، لكن.. هل هي برامج.. «بالغترة الحمرا واللا.. البيضا»؟!
فؤاد الهاشم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=215254&WriterId=26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.