الاثنين، 13 أغسطس 2012

.. كلنا «جردل» و.. كلنا.. «ركوة»!!





.. في أحد أفلام الفنان الكبير «عادل إمام»، وهو «بخيت وعديلة»، يقرران – البطل والبطلة – ترشيح نفسيهما لانتخابات مجلس الشعب، ولان من شروط ذلك ان يختار كل منهما رمزا يلصق صورته بجانب اسمه – نظرا لان نسبة الامية في مصر تجاوزت الـ%60 – فيقول الموظف المختص لـ«بخيت» و«عديلة»: «أنت الجردل، وهي.. الكنكة»، والاخيرة تطلق على «الركوة» - بالشامي – والتي هي.. «مالت – القهوة».. بالكويتي الفصيح!!. خلال انتخابات مجلس الشعب في عام 2005 التي حصل فيها «الاخوان» على 88 مقعدا، فإن الرمز الذي اختاروه ليعرف عن شخوصهم للناخبين البسطاء الاميين هو.. «المسدس»!! كان اختيارا موفقا، فهذا – بالضبط – ما يجيدون التفاهم به عبر تاريخهم الملطخ الطويل، وجهازهم السري.. المسلح! اتصال من طبيب مصري صديق كان يعمل في الكويت، وهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية قبل حوالي عشر سنوات.. وصلني منه مساء البارحة.. تحدث فيه بألم عن اوضاع بلده وكيف ان الجهل – هو «أبو» الكوارث – وليس الفقر الذي هو احد «أولاده»، مما جعل الشقيقة الكبرى للعرب والأم الرؤوم لكل افريقيا تدار من قبل «خميني – مصري» اسمه «خيرت الشاطر» بمساعدة من «الشيخ – طز» ومن جاء.. بعده، فأعاد الى ذاكرتي «عادل إمام – الجردل»، و«شيرين – الكنكة»!!
«الجهل» - من فئة «البدون» - وهو «أممي» ليست له جنسية محددة، بل موجود في كل انحاء الكرة الارضية، قديم.. بقدمها، كما انه وراء أول جريمة تقع في التاريخ حين قتل «هابيل» أخاه «قابيل»!!.. كان موجودا - و«التقيته شخصياً - انا وثلاثة من «الربع» قبل اكثر من ثلاثة عقود!! كنا في سيارتي – أيام الشباب - وهي من نوع «بونتياك – فاير بيرد» موديل 1973، وذلك في احدى ليالي صيف 1974، والمكان؟! خيمة ذات عمود واحد – متهالكة - بداخلها اضاءة بدائية من نوع «تريك – ابو فتيلة»، منصوبة على اول الحدود الاردنية مع العراق في منطقة تسمى الـ «الإجفور» واصلها .. «G-4»!! كنا في طريقنا الى لبنان لمغازلة بنات بحمدون – اللبنانيات والكويتيات معاً – نهارا، والسهر في المرابع الليلية في فندق «السان –جورج» و«الكافي – دي روا» و«الكريزي – هورس»، ثم تناول طعام الافطار - في ساعات الفجر الأولى - من «فول وحمص ومناقيش بالزعتر واللبنة» من مطعم «أبو طنوس – البيروتي» بمنطقة «جل – الديب».. المسيحية قبل العودة الى «بحمدون» مع شروق الشمس والنوم لعشر ساعات ثم الاستعداد لسهرة جديدة في ليلة جديدة دون مشاهدة .. «ابو معاذ الله من افعاله واقواله وولده وحزبه ولحيته وخيرت.. شاطره»!!. الساعة تقترب من منتصف الليل، حين توقفنا امام الخيمة ونزلت مع الصديق الجالس بجواري في المقعد الأمامي الايمن، فيما كان الاثنان يغطان في النوم على المقعد الخلفي لنعطي الجندي الاردني - «من اهل الكفافي الحمر والعقل الميالة» جوازات السفر ودفتر المرور الدولي «التربتك» او الـ «K.T» كما كنا نسميه – فأخذه الرجل منا وصار يقلبه «فوق وتحت» ثم من اعلى الى اسفل – وهو يضعه تحت نور اللمبة «الفتيلة» وكأنه «يفلي» رأساً من.. القمل – حتى فاجأني قائلاً: «خوذ هالدفتر، واقرأ لي اسم مالك السيارة، هادا مكتوب بالانجليزي»!! اخذته منه وترجمت له ما هو مكتوب وكان كالتالي: «المالك يوسف أحمد الغانم واولاده – والسائق: فؤاد عبدالرحمن الهاشم! كانت كل دفاتر «التربتيك» الصادرة في الكويت – بذلك الزمن - تكتب بهذه الطريقة، فالسيارة مطلوبة للاقساط التي تستمر لاربع سنوات وبالكاد مرت منها سنة واحدة، فيكتب اسم المالك ثم اسم مستخدمها!!
أعطيت الجندي جوازاتنا - نحن الاربعة - فأخذ يفتحها ويقرأ الاسماء - بصوت مرتفع وبتهجئة بطيئة وكأنه - بالكاد - يفك الخط»، وما ان فرغ من الجوازالرابع حتى التفت ناحيتي قائلا: «وين جوازات يوسف احمد الغانم.. وعياله»؟! و.. هنا، عرفنا حجم الكارثة التي وقعنا في جوفها ونحن - في ظلام دامس - داخل صحراء قاحلة مخيفة ووسط خيمة تعيسة ومع جندي اردني لا يعرف الفرق بين «الصفر و.. التفلة» وهذه لها حكاية اخرى سنرويها لاحقا - ويريد منا ان نعطيه ليس جواز سفر وكيل جنرال موتورز في الكويت - فقط - بل يريد جوازات اولاده ايضا!! اخذنا نشرح لهذا «الخبير الالماني» حكاية بيع الاقساط في بلدنا، وكيف ان القانون هناك لا يسمح بتسجيل السيارة باسم من اشتراها الا بعد سداد كامل مديونيتها، و.. و.. و.. لكن دماغ الرجل كانت اكثر صلابة من ذلك الحجر «الجرانيتي» - الزيتي الاسود الذي يملأ جوانب الطريق الدولي من منطقة «الرطبة» العراقية الحدودية حتى مشارف العاصمة «عمان» وبطول يزيد على خمسمائة كيلومتر!! وصلت عقارب الساعة الى الثالثة والنصف فجرا، وبدأت خيوط ذلك النهار - الذي لم يعد له ملامح بالنسبة الينا نحن الاربعة ومشاريع مغازلة اللبنانيات والكويتيات في بحمدون تكاد تتبخر من امامنا و«الخبير السويسري» يصر على عدم دخولنا الحدود والعودة الى بغداد - مرة ثانية - عندما حدثت المفاجأة .. السعيدة!! توقفت امام الخيمة «التعيسة» سيارة قادمة من الاردن باتجاه العراق، ولفتت نظري ان لوحاتها كويتية، نزل منها قائدها، وكان رجلا تجاوز سن الستين، وحاملا لجوازات سفر متعددة الألوان في يده، فوجدناها فرصة لـ «نستشهد به على قوانين دفاتر التربتك الكويتية» خاصة وقد كان يحمل في يده الثانية واحدا - منها - ومن الشركة ذاتها التي استخرجت منها.. دفتري!! أخيرا، اقتنع رجل «الكفافي الحمر والعقل ميالة» الاردني بكلام القادم الجديد، والذي اتضح لنا انه اردني من اصل فلسطيني يقود سيارة اجرة لحساب شركة نقليات كويتية ومكتوب على بابيها الايمن والايسر.. «الكويت - بغداد - عمان - دمشق - بيروت.. وبالعكس»!! اخيرا، تجددت احلام الوصول الى بيروت والسهر في «السان - جورج»، وما ان جلست خلف المقود - وصعد الصديق الى جواري، و.. انفلت لساني بسلسلة من الشتائم «غير القابلة للنشر او الاستماع» لذلك السوء المسمى بـ«الجهل»، وتحركت بسرعة عنيفة بسيارة ذات محرك رياضي ضخم حتى استيقظ «الربع» الذين ظلوا على نومهم «الكهفي» هذا منذ دخولنا الى محافظة «الانبار» العراقية قادمين من مركز «صفوان» الحدودي مع الكويت.. بعد اذان صلاة العشاء في الليلة الماضية - وطوال ساعات الجدل في المركز الحدودي الاردني - الى لحظة.. «دق - السلف» ومعاودة السير الى الوجهة.. النهائية «بحمدون - المحطة» وقالا لي - بصوت واحد - «ها؟!» «وصلنا لصحون فول وفلافل ابو طنوس - البيروتي»؟! امة عربية غارقة بين الجهل واللحى» و.. «يبون يهزمون اسرائيل.. والغرب»!!
٭٭٭
.. قال «المملوح» ان شعار كتلته هو «وحدة وطنية، ومرجعية اسلامية، وامارة دستورية»!! هل من الممكن «تحطون فوقها»… لحية «اخونجية» ودشداشة «سلفية»، وغتر «شعبية» ومجمعات «سعدونية» وبلاعيم «براكية» وكنائس «اسامية»، وتطبخونها في «الخالدية» و.. تاكلونها في... «السيلية».. القطرية!!.. «تالله الجهل.. ما اعدله، بدأ بصاحبه… فقتله»!!
٭٭٭
.. تصريح «بن جامع» - أمير العوازم - من ديوانية «الرشايدة» يوم امس الاول.. «شامل وجامع وكامل» ويستحق شكر كل اهل الكويت عليه، وسؤالي الى النائب المخلوع «الصواغ» هو: «هل ستؤيد كلام أمير قبيلتك ام ستتبع الحربش والصانع وابو معاذ الله من اقواله وافعاله ولحيته وولده وخيرت شاطره وسلام.. قورته ومن اتبعه الى يوم الدين»؟!

فؤاد الهاشم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.